الأحزاب الإيدولوجية ، أم ليبيا الوطنية ..؟!

بدأ الليبيون في التحزب إلى قطبين متباعدين هم التيار الإسلامي الإخواني ، والتيار الليبرالي ، دون وجود أي تيار وطني معتدل لا ينطلق من الإيدولوجية ، وهو ما نادى به المجلس ، تيار حريات ذو خلفية إسلامية ، لكن لا أحد أستجاب ، يقولون الإخوان أننا كذلك ، ويقول الليبراليون أننا كذلك ، ولكن من الواضح أنهم غير مهتمين غير بتصيد أخطاء بعضهم ، وأنا لاحظت أن العديد ، أو لنقل عدد كبير من الليبيين يرفضون فكرة الأحزاب ، ويتمنون لو يتخلصوا من ” وجع الدماغ ” ، ولكن هناك العديد من الليبيين يؤمنون بحرية الأحزاب وفق شروط ، والتعددية ، ولتمارس حقها في الإنتخاب والممارسة السياسية .

أنا فكرت في حل وسط ، ووجدت أن فكرة البلديات ستكون مناسبة إلى ليبيا ، أولاً سنتخلص من المركزية ، ثانياً مناطق ليبيا تختلف ، فهناك من يفضل الإخوان ، والتيار الإسلامي في مدن داخلية مثلاً ، ويتماشى معهم هذا الحل ، وهناك مدن تريد الإنفتاح بنمط ليبرالي لتتواصل مع العالم كالمدن الكبيرة ، لذا الفكرة هي أن يكون الصراع الحزبي على مستوى المدن ، فتتفتت القوى ، ويصبح الحكم البلدي ، كل بلدة تختار رئيسها ومن يمثله ، ثالثاً ستستطيع منظمات المجتمع المدني أن تشارك بشكل أكبر وأكثر فائدة حينما تتعامل بحدة مع كل مدينة وقوى صغيرة .

عن نفسي ، أفضل أن يختار الشباب عدم التحزب ، بل يختاروا خيار المجتمع المدني ، المجتمع المدني سيكون في المستقبل هو النقطة الأقوى ، المجتمع المدني سيكون قوى وطنية ستراقب وتضغط وتقيم إعوجاج أي حزب مهما كان خلفيته الإيدولوجية والسياسية .. وبهذا نكسب تحدى ليبيا .. الدولة الحديثة .

بداية وفكرة المدونة

لماذا الآن وليس من قبل ؟ ، لأنني كنت لا أؤمن بالتدوين الشخصي ، ( لدي مدونات غير شخصية كتابو وإنمي ريفيو ) ، وكنت دائماً أقول من أنا لكي أفعل هذا ، وما هي الأشياء المهمة التي سأتكلم عنها ، ومن أنا لكي أدوّن عن أشياء شخصية تهم الآخريين ، ومن أنا لكي يكون رأيي مهماً ، أو وجهة نظري مهمة .

ما الذي تغير ؟ ، لقد أقتنعت بأن على كل إنسان في ليبيا الجديدة أن يعبر عن صوته ، ولابد لكل مواطن لأن يكون لديه إعلامه الخاص ، أو ما يعرف بـ ” المواطن الصحفي ” ، إن حضوري لملتقى المدونين العرب الثالث ، علّمني أن أهم شيء لكسر الديكتاتوريات ، ومعالجة الأخطاء هو أن يكون لكل مواطن حر صوت بعيداً عن الإعلام الموجه غالباَ .

ما الذي سأفعله في هذه المدونة ؟ ، االمدونة سوف تكون خليط من آرائي و مشاهداتي الشخصية ، وتوصياتي لبعض الحركات الناشطة والمواقع والشباب ، والقيام بإطلاق بعض المبادرات والحركات القادمة ، بالإضافة إلى أنني سوف أنقل كل الخبرات والتجارب إلىكم التي حضيت وتشرفت بتعلمها في أي مكان تواجدت فيه كملتقى المدونين العرب للإستفادة ، وعدم إحتكار المعرفة .

على البركة يا شباب  🙂